نعم أين أنتم حينما تغرب شمسهم ... فلتجيبوا أين أنتم ... سائني رؤية منظر شاهدته ذات يوم فما كان مني ألا .. خروج هذه الكلمات .. .!!
فالكثير منا في نعمة لايقدرها حق قدرها ولا يحس بها إلا من فقدها ..
عند شاطئ البحر الطويل... والسماء قد تلونت بلون الغروب الدافئ
وسرب من طيور النورس يحلق في السماء... معلنة عن عودتها إلى أعشاشها
أطفال صغار يلعبون..ينشدون.. ويركضون.. وشبان يمزحون.. ويسبحون... فتيات يبين قصوراً من الرمال....
الكل فرح ومسرور... مشرق ومتفائل.. بينما جلس هناك على الكرسي الطويل... شيخ كبير
يتكئ على عصاه ... يراقب كل ذلك بصمت رهيب... وعين سارحة... يراقب كل من هم حوله
الصبية... الشبان... والفتيات...
بعين يملؤها الحزن والألم... عينان تدمعان... دموعا بلا لمعان...
رفع بصره إلى السماء ...
" إلهي ماذا بقي لي في الدنيا؟!... إلهي أين هم؟!!... هل مازالوا يذكروني؟!!.. هل مازال ذاك الشيخ الكبير يمر في ذاكرتهم؟!!... هل أسعد بلقياهم قريبا؟!!... إلهي... لم يعد للحياة معنى... فقد غدت دنياي جحيما... لقد انطفأت كل شمعة فرح أضائت لي سنين عمري... إلهي ... لم يبقى لي سوى قلب ينزف حزنا ... وعين تدمع قهرا ... إلهي.. لم يبقى لي سوى عين ترعاني لا تنام... لم يبقى لي سوى من لا ينسى... لم يبقى لي سواك يا الله ... فخذني إليك ... خذني إليك أسعد بلقياك... خذني إليك أرتاح من عناء مشواري الطويل... خذني إليك مادامت حياتي غدت كئيبة حزينة ... من لي سواك يا إلهي ... من لي سواك أشكوا إليه عذابي..."
وبح صوته الحزين... وانهمرت دموعه على وجنتيه ...
وغربت الشمس.... وغدى كل في طريقه ... ومازال هو ينظر إلى السماء
وحيدا .. حزينا ... يواصل تضرعه لله تعالى... مناجيا له
" إلهي ... احفظهم من كل شر... ويسر لهم أمرهم... إلهي .. هم أبنائي فلا تخذلهم... أعنهم على دنياهم... فأنا غاد قريبا بإذنك"
حتى في أوج حزنه وقهره عليهم يدعوا لهم, عجبا!!
تلك هي حال الآباء ... يربون.. يسهرون .. يتعبون ... ولم!! ... لأجلنا ... وماذا نحن صانعون لهم!!!
عقوق لهم .. تخلي عنهم في الكبر.. نكران لمعروفهم !!!!!
وما يزيد الأمر سخرية قولهم : لم يتكرموا علينا بشيء , إن ذاك إلا واجبهم ... عجبا!!!!
وبماذا أنتم ملزمون إذا؟!!!
فكما هم مكلفون و ملزمون ... أنتم كذلك ملزمون
أخوتي... قال تعالى: " وبالوالدين إحسانا .."
فمنذ الصغر ونحن ندرس تلك الآية على وجه الخصوص..
( إحسانا) ... فهل من الإحسان رفع الصوت في وجوههم!!!
هل من الإحسان التخلي عنهم عندما يكونون في أمس الحاجة لنا !!!!
عجبا!!!!
وهل هم تخلوا عنا عندما كنا في أمس الحاجة لهم!!!
لا داعي للإجابة فلابد بأنكم تعلمونها...
إن لم تكن تدري فتلك مصيبة , وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم...
إخوتي في الله
اتقوا الله في آبائكم... اتقوا الله في آبائكم ... اتقوا الله في آبائكم
ألا هل بلغت اللهم فاشهد................................................منقول
الأربعاء ديسمبر 05, 2007 2:52 pm
